كتبتُ مقالاً الأسبوع الماضي عن لماذا من الضروري والحتمية إعادة إنتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة وهامة ومصيرية في تاريخ مصر المحروسة.
أكدت فيه على ضرورة ، استمرار الرئيس السيسى في قيادة البلاد ، حتى نستطيع أن نصل إلى بر الأمان في ظل مناخ عالمي مُلبد بالغيوم ، وتُخيم عليه أجواء الحرب العالمية الثالثة ، جراء الحرب الروسية الأوكرانية المشتعلة الآن .
وبجانب هذه الأمور ، والتي أعتقد أنني قد تناولتها بوضوح في المقالة السابقة ، فإنني في هذه المقالة أتكلم عن جانب آخر ، هو أيضا جانب هام من جوانب أمننا القومي ، وجزء لا يتجزأ منه ، ألا وهو الجانب الداخلي ، وهو مرتبط أشد الارتباط بالجانب الخارجي ، وبالتالي لا يمكن الفصل بينهما .
فإذا كانت الأسباب الداخلية معروفة مثل ، ارتفاع تكاليف المعيشة وهى ظاهرة عالمية ، والسباق المستمر بين الدخول والأعباء المتزايدة ، والزيادة السكانية التي تفوق القدرات الإنتاجية .. فإن الدولة واجهت ذلك بأساليب سياسية ذكية مثل الحوار الوطني لإيجاد حلول ، وإتاحة مساحات طيبة في تناول قضايا الشأن العام لكافة الاتجاهات الوطنية ، بما يُحد من حالة التوتر المفتعل، وبما يساعد ايضا على التصدى لكل المؤامرات الخارجية التي تحاك ليلا ونهارا بإمكانات هائلة ومهولة لا يمكن تخيلها ، وبشبكة إعلامية عالمية قوية ومهيمنة ، وإن كان هذا الموقف ليس الأول من نوعه الذي تواجهه مصر، فكثيرا ما واجهت مثل هذه المواقف في أزمات سابقة منذ منتصف القرن الماضي وحتى يومنا هذا .
ولكل هذه الاعتبارات الداخلية ، فإن مصر ، قدرها ، وشعبها ، لا يسمح بألا يقودها إلا شخصية قيادية ذات خلفية وطنية ، تعلم جيدا ماذا يُراد بالبلاد ، ولديها تجربة ممارسة في الحكم في مواقع مختلفة متدرجة ، كلها كانت تصب في خانة واحدة ، ألا وهي ، حماية البلاد حدوداً وسماءً وإمكانات وقدرات وثروات ، وكل شيء.
إذن ، لماذا نعم .. للرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا التوقيت بالذات ؟ ..
لاعتبارات موضوعية ووطنية بحتة ، أبرزها ، ضرورة استمرار المشوار والمهمة ، التي بدأت من عام 2014 وما زالت مستمرة ، وكلها سنوات قليلة لا تقاس في عمر البشرية وفي عمر الشعوب والدول ، وتعتبر بمثابة ثواني قليلة في مشوار التاريخ .
اتمنى ان نشهد مهرجاناً ديمقراطياً وطنياً شعبياً راقياً في المرحلة المقبلة ، مع فتح باب الترشح ، وأن تختفي الأشكال الكرتونية ، ومعها يختفي البهلوانات ، وأن نجد مناقشات جادة وحقيقية حول مصير بلد ، وليس لعبة ، وأن يرتفع الجميع إلى مستوى المسؤولية .
هذا ما نأمله ، وهذا ما تستحقه مصر، وهذا ما نعتقد إنه سوف يتحقق على يد الرئيس السيسي ..
فالأمر جد خطير ولا يحتمل أي عبث ولا يحتمل مغامرات الهواة .
إقرأ أيضا : فيصل مصطفي يكتب : لماذا الرئيس عبدالفتاح السيسى ؟
إقرأ أيضا : بدون روتوش فيصل مصطفى يكتب : سيناء .. معبر للتنمية والتقدم والرخاء
إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب :القمة الأفريقية الروسية فى مواجهة الهيمنة الأمريكية